روما و سورية
كانت روما مدينة محدودة الإمكانيات تتطلع إلى استجداء الشرق أو اغتنام ما تستطيع لدعمها. ودخلت إلى الشرق عن طريق البطالمة في مصر الذين استنجدوا بالمرتزقة في حربهم ضد السلوقيين في سورية، وكان من قادة الرومان "بومبيه" الذي استولى على سورية في عام 64ق.م .ووضع حدا لسيطرة "تيجران الأرمني". مما أثار حفيظة زميله قيصر الذي قاتله فهرب منه إلى مصر حيث قتله أتباع قيصر، الذي دخل إلى مصر حليفاً وتزوج من كليوباترا أخت الملك المصري، واتفق مع البطالمة على تجهيز حملة للتوسع في الشرق حيث الحكم السلوقي. وقتل قيصر بخيانة "بروتوس" وأصبح "أكتافيوس" مسيطراً على مصر ولم تكن سلطة الرومان على سورية شديدة الاستقرار، فلقد كان الضغط الفارسي متزايداً مما دفع الرومان لتعيين قائد سوري "أفيديوس كاسيوس"، كي يدافع "عن بلاده ضد الفرس، بل قام باقتحام "طيسفون" و"سلوقية
واكتسبت سورية طابعاً استقلالياً تقريباً في عصر أسرة "سيفيروس" السورية التي اعتلت سلطة الإمبراطورية 211-235م وجاء بعدها فيليب العربي وكان لهؤلاء الأباطرة دور في حماية وجود الإمبراطورية الرومانية أمام الخطر الفارسي
يقوم العرب التدمريون بنصرة الإمبراطور "فاليريان" ومحاولة إنقاذه من الأسر الفارسي في عصر ملك تدمر أذينة، الذي هزم الفرس الساسانيين وهدد عاصمتهم
كانت سورية في العصر الروماني مجزأة إلى ولايات. وكانت تدمر حاضرة مستقلة واسعة عملت على توسيع حدودها حتى وصلت إلى الأناضول وإلى الاسكندرية
ولقد حاولت بعض الولايات الاستقلال، ولكنها بقيت تدين بالولاء إلى روما. وفي بداية القرن الثاني الميلادي أصبحت سورية أكثر ازدهاراً بفضل التنظيمات الإدارية والتطور الاقتصادي، نرى آثاره في منطقة الكتلة الكلسية حيث ازدهرت زراعة الزيتون الوافرة، ونراه في تدمر التي كانت مركز التبادلات التجارية مع المدن المجاورة، بل مركزاً هاماً على طريق الحرير الواصل من الشرق الأقصى إلى البحر المتوسط والغرب
وفي بداية القرن الثالث لعبت سورية دوراً هاماً في سياسية روما، عندما حكمت روما الأسرة السورية من حمص ثم حكم فيليب العربي من شهبا 242-249م
وعلى الرغم من قضاء "أورليان" على نفوذ تدمر، عام 272م فإن سورية عادت إلى الاستقرار بظل الرومان، وكانت الإصلاحات التي تمت في القرن الثالث وبداية القرن الرابع قد وطدت الإدارة السياسية والنشاط الثقافي فيها والإعمار الذي حمل طابع الأسلوب الإغريقي الروماني. ويجب أن نذكر بكثير من الاعتزاز نبوغ المعماريين السوريين في إقامة المنشآت السورية، بل لقد امتد نشاطهم إلى روما وأوربا. وكان أبو للودور الدمشقي أشهر معمار ترك آثاراً معمارية هامة مازالت ماثلة حتى الآن
وفي مجال التصوير والنحت فإن جميع الشواهد التي عثر عليها في تدمر، ومنبج وحوران وفي الساحل، هي من صنع الفنانين السوريين الذين كرروا التماثيل القديمة وابتكروا بطابع محلي صرف تماثيل تحمل الطابع السوري المتميز، ولعل تدمر شاهد قوي على الهوية الفنية السورية الصرفة. وفي مجال الفسيفساء فإن الشواهد الرائعة التي عثر عليها في جميع أنحاء سورية والمحفوظة في متحف دمشق ومتحف السويداء ومتحف أفاميا ومتحف المعرة، تجعل من سورية أكبر مركز على البحر المتوسط لابتكار وتنفيذ الفسيفساء الذي بقي مزدهرا في العصر البيزنطي وبداية العصر الإسلامي
وتأكد هذا التأثير عندما استلمت أسرة سورية زمام الحكم في روما وهي عائلة "سيفيروس"، التي حكمت الإمبراطورية من عام 211-235م
واكتسبت سورية طابعاً استقلالياً تقريباً في عصر أسرة "سيفيروس" السورية التي اعتلت سلطة الإمبراطورية 211-235م وجاء بعدها فيليب العربي وكان لهؤلاء الأباطرة دور في حماية وجود الإمبراطورية الرومانية أمام الخطر الفارسي
يقوم العرب التدمريون بنصرة الإمبراطور "فاليريان" ومحاولة إنقاذه من الأسر الفارسي في عصر ملك تدمر أذينة، الذي هزم الفرس الساسانيين وهدد عاصمتهم
كانت سورية في العصر الروماني مجزأة إلى ولايات. وكانت تدمر حاضرة مستقلة واسعة عملت على توسيع حدودها حتى وصلت إلى الأناضول وإلى الاسكندرية
ولقد حاولت بعض الولايات الاستقلال، ولكنها بقيت تدين بالولاء إلى روما. وفي بداية القرن الثاني الميلادي أصبحت سورية أكثر ازدهاراً بفضل التنظيمات الإدارية والتطور الاقتصادي، نرى آثاره في منطقة الكتلة الكلسية حيث ازدهرت زراعة الزيتون الوافرة، ونراه في تدمر التي كانت مركز التبادلات التجارية مع المدن المجاورة، بل مركزاً هاماً على طريق الحرير الواصل من الشرق الأقصى إلى البحر المتوسط والغرب
وفي بداية القرن الثالث لعبت سورية دوراً هاماً في سياسية روما، عندما حكمت روما الأسرة السورية من حمص ثم حكم فيليب العربي من شهبا 242-249م
وعلى الرغم من قضاء "أورليان" على نفوذ تدمر، عام 272م فإن سورية عادت إلى الاستقرار بظل الرومان، وكانت الإصلاحات التي تمت في القرن الثالث وبداية القرن الرابع قد وطدت الإدارة السياسية والنشاط الثقافي فيها والإعمار الذي حمل طابع الأسلوب الإغريقي الروماني. ويجب أن نذكر بكثير من الاعتزاز نبوغ المعماريين السوريين في إقامة المنشآت السورية، بل لقد امتد نشاطهم إلى روما وأوربا. وكان أبو للودور الدمشقي أشهر معمار ترك آثاراً معمارية هامة مازالت ماثلة حتى الآن
وفي مجال التصوير والنحت فإن جميع الشواهد التي عثر عليها في تدمر، ومنبج وحوران وفي الساحل، هي من صنع الفنانين السوريين الذين كرروا التماثيل القديمة وابتكروا بطابع محلي صرف تماثيل تحمل الطابع السوري المتميز، ولعل تدمر شاهد قوي على الهوية الفنية السورية الصرفة. وفي مجال الفسيفساء فإن الشواهد الرائعة التي عثر عليها في جميع أنحاء سورية والمحفوظة في متحف دمشق ومتحف السويداء ومتحف أفاميا ومتحف المعرة، تجعل من سورية أكبر مركز على البحر المتوسط لابتكار وتنفيذ الفسيفساء الذي بقي مزدهرا في العصر البيزنطي وبداية العصر الإسلامي
وتأكد هذا التأثير عندما استلمت أسرة سورية زمام الحكم في روما وهي عائلة "سيفيروس"، التي حكمت الإمبراطورية من عام 211-235م
في نهاية الحكم الروماني على سورية انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، شرقي وعاصمته القسطنطينية، وغربي وبقيت عاصمته روما. وفي 323م نشب قتال بين الفريقين بقيادة قسطنطين وليكينيوس، وانتصر الأول الذي أعلن تسامحه الديني وبالتالي تبنيه للمسيحية بعد الاضطهاد الذي كانت تلقاه في العصور المتقدمة. وهكذا انتشرت المسيحية علانية وبقوة السلطة، وانتقل الناس في الإمبراطورية الرومانية الجديدة من الوثنية إلى المسيحية، وفي سورية كان ثمة ديانتان أساسيتان، الوثنية الرومانية والوثنية الآرامية، وكان الغساسنة والمناذرة العرب قد اعتنقوا المسيحية ولعبوا دوراً هاماً في السياسة الدولية بين فارس والبيزنطيين بعد الرومان
اصبحت المسيحية ديناً معترفاً به من قبل الإمبراطور تيودوسيوس سنة 392م وأصبحت بيزانتيوم عاصمة المسيحية يحكمها ابنه أركاديوس وأطلق عليها اسم القسطنطينية تكريماً لاسم الإمبراطور قسطنطين 306-337 الذي أعلن مرسوم ميلانو أقر به حرية الاعتقاد
وفي عصر "جوستنيان" 527-565م انتشر مذهب اليعاقبة مذهب الراهب يعقوب البرادعي وكانت تيودورا السورية المولودة في منبج زعيمة هذا المذهب الذي انتشر بين السوريين والغساسنة على عكس المذهب الأرثذوكسي وهو مذهب القسطنطينية
منذ عام 392م كانت سورية جغرافياً تدخل في نطاق الإمبراطورية البيزنطية، ولكن تعدد المذاهب المسيحية فيها أدى إلى كثير من المنازعات. ومن جهة أخرى فإن الحروب التي كانت تجري بين بيزنطة والساسانيين، كانت سورية أحياناً مسرحاً لها، وكان الغساسنة يشاركون بيزنطة بعد أن كانوا حلفاء روما بينما كان المناذرة في الحيرة يشاركون الفرس. مما دفع جوستنيان إلى عقد الصلح مع الفرس سنة 532م ولكن "كسرى انوشران" اجتاح سورية واسقط عاصمتها أنطاكية ونهبها ثم عقدت بيزنطة صلحاً آخر مع الفرس سنة 562م على أن تدفع بيزنطة جزية إلى الفرس
وفي عام 603م قام الإمبراطور "فوكاس" بالهجوم على الملك الفارسي كسرى الثاني وجيشه في سورية. ثم جاء كسرى الثاني 612م فاستولى عليها حتى وصل إلى القدس فنهبها وأخذ الصليب المقدس، ثم دخل مصر. وبدءاً من 622م يقوم الإمبراطور هرقل هيراكليوس بشن حرب ضارية ضد سيطرة الفرس على سورية فيسحق الجيش الفارسي ويستولي على الولايات الشرقية
خلال هذه الحروب المتبادلة دفعت سورية ثمناً باهظاً ، وكان الشعب السوري من مسيحيين ووثنيين يعمل على التخلص من نير هذه الحرب الدامية بين محتلين عدوين، حتى إذا جاء الفتح العربي كانوا من أنصاره والمتحمسين له خلاصا من البيزنطيين
ولعل أسوار الرصافة دليل على حرص الحواضر المسيحية البيزنطية من عدوان الفرس
وما المدن البائدة من البارة في إدلب حتى تركيا إلا الدليل على الحملات الفارسية 520-532. إلا أن الزلازل الشديدة 582-562 ثم حرب هرقل كان سبباً آخر وفي عام 636 فتح العرب البلاد وانهزم هرقل وابتدأ العرب بتهديد الوجود البيزنطي منذ عصر معاوية وابنه يزيد
اصبحت المسيحية ديناً معترفاً به من قبل الإمبراطور تيودوسيوس سنة 392م وأصبحت بيزانتيوم عاصمة المسيحية يحكمها ابنه أركاديوس وأطلق عليها اسم القسطنطينية تكريماً لاسم الإمبراطور قسطنطين 306-337 الذي أعلن مرسوم ميلانو أقر به حرية الاعتقاد
وفي عصر "جوستنيان" 527-565م انتشر مذهب اليعاقبة مذهب الراهب يعقوب البرادعي وكانت تيودورا السورية المولودة في منبج زعيمة هذا المذهب الذي انتشر بين السوريين والغساسنة على عكس المذهب الأرثذوكسي وهو مذهب القسطنطينية
منذ عام 392م كانت سورية جغرافياً تدخل في نطاق الإمبراطورية البيزنطية، ولكن تعدد المذاهب المسيحية فيها أدى إلى كثير من المنازعات. ومن جهة أخرى فإن الحروب التي كانت تجري بين بيزنطة والساسانيين، كانت سورية أحياناً مسرحاً لها، وكان الغساسنة يشاركون بيزنطة بعد أن كانوا حلفاء روما بينما كان المناذرة في الحيرة يشاركون الفرس. مما دفع جوستنيان إلى عقد الصلح مع الفرس سنة 532م ولكن "كسرى انوشران" اجتاح سورية واسقط عاصمتها أنطاكية ونهبها ثم عقدت بيزنطة صلحاً آخر مع الفرس سنة 562م على أن تدفع بيزنطة جزية إلى الفرس
وفي عام 603م قام الإمبراطور "فوكاس" بالهجوم على الملك الفارسي كسرى الثاني وجيشه في سورية. ثم جاء كسرى الثاني 612م فاستولى عليها حتى وصل إلى القدس فنهبها وأخذ الصليب المقدس، ثم دخل مصر. وبدءاً من 622م يقوم الإمبراطور هرقل هيراكليوس بشن حرب ضارية ضد سيطرة الفرس على سورية فيسحق الجيش الفارسي ويستولي على الولايات الشرقية
خلال هذه الحروب المتبادلة دفعت سورية ثمناً باهظاً ، وكان الشعب السوري من مسيحيين ووثنيين يعمل على التخلص من نير هذه الحرب الدامية بين محتلين عدوين، حتى إذا جاء الفتح العربي كانوا من أنصاره والمتحمسين له خلاصا من البيزنطيين
ولعل أسوار الرصافة دليل على حرص الحواضر المسيحية البيزنطية من عدوان الفرس
وما المدن البائدة من البارة في إدلب حتى تركيا إلا الدليل على الحملات الفارسية 520-532. إلا أن الزلازل الشديدة 582-562 ثم حرب هرقل كان سبباً آخر وفي عام 636 فتح العرب البلاد وانهزم هرقل وابتدأ العرب بتهديد الوجود البيزنطي منذ عصر معاوية وابنه يزيد